الخميس، 10 يناير 2013

يا مِتْخَبِّي إحْفِير و طْلاَع

الشيخ العريفي . . 
يا عالم ظلم !! 
قصة حقيقية .. حدثت في سوريا .. 


طفلة لم تتجاوز السادسة من العمر

مرمية على أحد القبور الحديثة و تحفر بكلتا يديها القبر

و هي تقول باكية خلص طلاع ما عاد بدي إلعب طميمة طلاع أمانة

أحزنني هذا المشهد كثيراً ..

فاقتربت منها فإذا بوالدها يجلس على حافة قبرٍ آخر و الدمع ينهمر بصمت من عينيه
وهو ينظر إليها دون أن يمنعها حاولت حمل الطفلة و إبعادها عن هذا العمل لكنها أبت إلا أن تتابع ما تقوم به

و هي تبكي سألت والدها عن السبب ؟

فأخبرني و الدمع يملأ عينيه و الحرقة تعتصر قلبه

قال لي : في ذلك اليوم أراد ابني أن يخرج من البيت لكن أخته هذه منعته من ذلك و هي متعلقة به كثيراً و كلما هم بالخروج
قامت بالبكاء الشديد لتمنعه فما كان منه إلا أن لجأ إلى الخدعة معها

فقال لها : يلا ما عاد بدي روح خلينا نلعب طميمة فقبلت

و لعبا سويةً فهي تغمض و هو يختبئ و بعد عدة مرات أغمضت عينيها و استغل الفرصة و خرج من المنزل فتحت عينيها
و بدأت بالبحث عن أخيها دون جدوى و ما هي إلا لحظات حتى رن جرس هاتفي ظاهراً عليه اسم ابني فتحت الخط فإذا بي أسمع أصوات ضجيج و صوت رجل غريب أخبرني بأن ابني قد استشهد برصاص قناص غادر وضيع

شيعناه في اليوم التالي فشاهدته ابنتي و هو محمول على الأكتاف فنادته فلم يستجب

فقالت لي : بابا و ين أخدينو لأخي
فقلت لها في حيرة : رح ياخدوه حتى يتخبى مشان تكملو لعبة الطميمة

فقالت : بس أنا ما عاد بدي إلعب

فقلت لها : بس هالمرة و أثناء دفنه أغمضت ابنتي عينيها في حجري

و قالت لي هامسة : يلا خلي يتخبى لقد و ضعناه في الحفرة
و لفه تراب الوطن شهيداً بإذن الله

و عدنا إلى البيت و من يومها تطلب منا كل يوم أن نأتي إلى المقبرة لأنها تعرف أن أخيها قد اختبأ هنا

و تقول الفتاة : يا متخبي احفير و طلاع

ثم شهق شهقة أحرقت قلبي و قال لي : و الله ما عاد يطلع ثم أجهش بالبكاء حتى احمرت عيناه و ابتلت لحيته فتركتهما
و خرجت من المقبرة

و أنا أردد في نفسي و الدمع في عيني : يا مِتْخَبِّي إحْفِير و طْلاَع

الصورة للفتاة ؟!!

لاحول ولاقوة الا بالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق